رحلة التعاطف: كيف يبدأ أطفالنا رحلة مشاركة مشاعر الآخرين؟
في سن 18 شهرًا تقريبًا، يبدأ أطفالنا رحلة رائعة نحو التعاطف، حيث يظهرون اهتمامًا بمشاعر الآخرين، ويتفاعلون مع حزنهم أو ضيقهم بتعبيرات وجه مناسبة أو إيماءات أو أصوات تعبر عن مشاعرهم.
وتعتبر هذه اللحظة علامة فارقة في تطورهم العاطفي والعقلي المبكر، حيث تُظهر قدرتهم على فهم مشاعر الآخرين ومشاركة مشاعرهم.
ولكن من أين ينبع هذا التعاطف؟
يُعد دور مقدمي الرعاية هامًا للغاية في هذا المجال، حيث تؤثر حساسيتهم تجاه احتياجات أطفالهم بشكل كبير على تنمية شعورهم بالتعاطف.
ففي البيئة التي يتفاعل فيها مقدمو الرعاية مع أطفالهم بحساسية، ينمو قدرة الأطفال على التعاطف بشكل أسرع، بينما في البيئات التي لا تُظهر حساسية تجاه مشاعرهم، قد يتأخر تطور شعورهم بالتعاطف.
ولكن، هل التعاطف سمة طبيعية لدى الأطفال أم مكتسبة؟
التعاطف مهارة اجتماعية مكتسبة، حيث يبدأ الأطفال بانتقال المشاعر، مثل البكاء عند بكاء الآخرين، ثم يتطور هذا الشعور ليصبح فهمًا لمشاعر الآخرين ومشاركة مشاعرهم.
وتشير الدراسات إلى أن التعاطف يتطلب فهمًا معرفيًا، بالإضافة إلى الترنين العاطفي، أي القدرة على الشعور بمشاعر الآخرين، والقدرة على اتخاذ وجهة نظر الشخص الآخر.
وتؤكد الأبحاث على أن بيئة مليئة بالتفاعلات الاجتماعية الحساسة هي البيئة المثالية لنمو التعاطف لدى الأطفال.
وفي جامعة LMU لعلم النفس النمائي، يُقدم الباحثون مقترحًا يشير إلى أن انتقال المشاعر عند الرضع هو الخطوة الأولى لفهم ومشاركة مشاعر الآخرين.
وهكذا، تبدأ رحلة التعاطف عند أطفالنا في سن مبكرة، وتستمر هذه الرحلة مع التفاعلات الاجتماعية التي يمرون بها، مما يُشكل شخصياتهم ويُساعدهم على بناء علاقات إيجابية مع الآخرين.
فمن خلال توفير بيئة غنية بالتفاعلات الحساسة، نُساعد أطفالنا على أن يصبحوا أفرادًا مُتعاطفين يُشاركون مشاعر الآخرين ويُساعدونهم في أوقات الحاجة.
#رحلة_التعاطف #تطور_الطفل_العاطفي #دور_مقدمي_الرعاية #التعاطف_مهارة_مكتسبة #التفاعلات_الاجتماعية #جامعة_LMU #علم_النفس_النمو #انتقال_المشاعر #فهم_مشاعر_الآخرين #مشاركة_مشاعر_الآخرين #علاقات_إيجابية #تربية_الأطفال #تنمية_الطفل #التربية_الايجابية
إرسال تعليق
تهدف القناة إلى تطوير الذات وتقدم محتوى تربوي يستفيد منه المعلم وولي الأمر في مجالات التعليم العام والتربية الخاصة والتطوير المدرسي.
كما توفر القناة معلومات مفيدة للجميع لتفهم أنفسهم وتطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية.